بسم الله الرحمن الرحيم
المملكة العربية السعودية
وزارة التعليم العالي
جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية
قسم الاجتماع والخدمة الإجتماعيه
تلخيص كتاب
السـكان
المفاهيم والأساليب والتطبيقات
أ.د رشود بن محمد الخريف
جامعة الملك سعود 1423هـ
إعداد
سهام محمد العزام
المقدمة
تعتبر الدراسات السكانية وتلك المعرفة التي توفرها عن السكان وتوزيعهم وخصائصهم من الأمور المهمة جداً . فالعنصر البشري يعد أحد الأبعاد أو المدخلات الأساسية في التخطيط سواء على المستوى الوطني أو على مستوى وحدات مكانية أصغر . ومن تظهر أهمية الدراسات السكانية المتعلقة بتوزيع السكان وتحركاتهم الجغرافية وخصائصهم المختلفة سواء كانت تلك الدراسات ديمقرافية أو اقتصادية أو اجتماعية ونظراً لحاجة المكتبة العربية لمزيد من الجهود لتوضيح المفاهيم والأسس بقدر من التركيز لا يهمل معه التطبيقات والأمثلة فقد جاءت فكرة هذا الكتاب ليركز على المفاهيم الأساسية والمؤشرات والمقاييس المهمة بالإضافة إلى إبراز التطبيقات والإحصاءات التي تربطنا بالواقع وتيسر لنا فهم عناصر الدراسة السكانية وحرصت ما أمكن أن يكون هذا الكتاب مفيداً للدارسين والمهتمين والمتخصصين على حد سواء ولقد إزداد إحساسي بالحاجة إلى كتاب في هذا الموضوع من خلال تدريسي لمقررات في مجال السكان ، وكذلك من خلال إرتباطي ببعض العاملين في القطاعات العامة والخاصة ذات الصلة بهذا المجال الحيوي . ومن هذا المنطلق عقدت العزم على تأليف هذا الكتاب ليكون سهلاً وشاملاً ومتعمقاً إلى مستوى يتلاءم مع الذين ليس لديهم خلفية سابقة في الديموغرافيا أو الدراسات السكانية .
لذا تعد خلاصة تجربتي في تدريس العديد من المقررات ذات الصلة بالسكان مثل مقرر جغرافية السكان ومقرر أساليب التحليل السكاني ومقرر السكان والتنمية وكذلك بعض مقررات الدراسات العليا .
أحمد الله سبحانه وتعالى على توفيقه وآمل أن يكون في هذا البحث نفعاً وفائدة .
والله من وراء القصد ،،،،،
دراسة السكان وأهميتها :
يحظى موضوع السكان باهتمام كبير لما له من دور مهم في التأثير على حياة الإنسان من النواحي الاجتماعية والاقتصادية والجغرافية ، إلى جانب تأثر المتغيرات السكانية وارتباطها الوطيد بخصائص المجتمع وقيمه وتقاليده والسياسات التي تتخذها الحكومات للتدخل في حل مشكلاته أو تغيير اتجاهاتها وتطوراتها . لذلك لم يكن الاهتمام بموضوع السكان جديد بل ظهر في كثير من كتابات القدماء والمحدثين من المفكرين والعلماء وتزايد الاهتمام بموضوع السكان والمسائل المرتبطة به خلال القرن العشرين على وجه الخصوص الذي شهد أكبر التحولات الديمقرافية والتغيرات السكانية . ويعود هذا الاهتمام المتزايد والتطور المعرفي المتنامي في مجال السكان إلى العديد من العوامل منها :
أ- التزايد السكاني السريع خلال القرنين الماضيين مما أدى إلى التخوف من نتائج النمو السكاني المرتفع ومن ثم ظهور آراء ووجهات نظر تؤيد أفكار مالثوس .
ب- تطور معظم المجتمعات ووعيها بأهمية التخطيط .
ج- تقدم العلوم بشكل عام أدى إلى تطور مختلف العلوم النافعة .
د- الإحساس بوجود علاقة وطيدة وترابط قوى بين السكان والتنمية والبيئة .
هـ - دعم كثير من المنظمات مثل الأمم المتحدة والبنك الدولي وغيرهما لأنشطة البحوث السكانية وجهود جمع البيانات مما أدى إلى توافر إحصاءات سكانية كثيرة .
وعلى الرغم من أن الدراسات السكانية ظهرت منذ قرون إلا أن جغرافية السكان تعتبر حديثة نسبياً . فقد أصبحت أحد فروع الجغرافيا البشرية عقب مانادى به تريورثا عام 1953 أثناء انعقاد الاجتماع السنوي لرابطة الجغرافيين الأمريكيين مشيراً إلى أهميتها بوصفها رابطاً بين سطح الأرض الطبيعي وسطحها الحضاري وقد عرفها بأنها دراسة التباين المكاني للسكان لا من حيث عددهم فحسب بل من حيث خصائصهم ونموهم وتحركاتهم .
جغرافية السكان هي دراسة الاختلافات المكانية في توزيع السكان وتركيبهم وهجراتهم ونموهم وعلاقة ذلك بخصائص البيئة أو الأماكن ومن جهة أخرى يذكر زيلنسكي ثلاثة اهتمامات رئيسية لجغرافية السكان تتمثل في التالي :
1- وصف مبسط لتوزيع السكان وتباين خصائصهم مكانياً ، أي أين توجد ؟ .
2- تفسير التباين المكاني لهذه الأعداد والخصائص أي بالتحديد لماذا توجد بالشكل أو النمط الذي هي عليه ؟
3- تحليل العلاقات المتبادلة بين المتغيرات السكانية من جهة وبين المتغيرات الجغرافية المتمثلة في خصائص المناطق أو الوحدات المكانية وسماتها من جهة أخرى .
وتعتبر جغرافية السكان عن الديموغرافيا بأنها تهتم بالاختلافات المكانية في توزيع الظاهرات السكانية وتركز على مدى تأثير الخصائص المكانية الأخرى في توزيع هذه الظاهرات السكانية وتفسير أنماط توزيعها وسلوكها المكاني . وفوق هذا وذاك لايمكن أن نفترض وجود حدود صارمة بين فروع العلم ومجالات المعرفة وخاصة بين الديموغرافيا والدراسات السكانية من جهة . وبناء عليه فإن الدراسات السكانية بوصفها فرعاً من فروع العلم والمعرفة هي الدراسات التي يتم فيها إدخال متغيرات غير ديموغرافية في التحليل ، سواء كانت متغيرات تابعة أو مستقلة . ففي بعض الأحيان تتم الإفادة من بعض المتغيرات غير الديموغرافية . وتعد جغرافية السكان اقرب إلى الدراسات السكانية منها إلى الديموغرافيا ولكن جرافية السكان تركز على التباين المكاني والعلاقات المكانية في دراسات الظاهرات السكانية وبذلك تدخل جغرافية السكان ضمن دائرة الدراسات السكانية . من جهة أخرى يهتم علم اجتماع السكان بفهم الظاهرات السكانية في ضوء البناء الاجتماعي للمجتمع وذلك من خلال الربط بين النظرية الاجتماعية والتركيب الهيكلي للمجتمع المتمثل في السكان . أما عن دور المعرفة السكانية بشكل عام وجغرافية السكان بشكل خاص في التخطيط الشامل ونحوه فيمكن إيجازه فيما يلي :
أولاً : بما أن التخطيط يبدأ بالإنسان وينتهي به وأن التخطيط يهدف بشكل أساسي إلى تنمية الإنسان ورفع مستوى معيشته فإنه لابد من معرفة خصائص هذا الإنسان وتوزيعه الجغرافي قبل البدء في وضع الخطط المتعلقة به وبتحسين مستوى معيشته أو حل مشكلاته .
ثانياً : إلى جانب التخطيط تحظى المسائل السكانية بأهمية كبيرة لدى الكثير من العلماء والمسئولين والناس على حد سواء لارتباطها بالتنمية الاقتصادية والاجتماعية .
ثالثاً : ما من شك أن عدد السكان وطبيعة تركيبهم وسماتهم الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية والعرقية من العوامل المهمة التي تشكل القوة السياسية للدولة .
رابعاً : تعتبر المعرفة السكانية خلفية أساسية لكثير من فروع المعرفة كالجغرافيا والتاريخ والاقتصاد والإعلام وعلوم البيئة .
خامساً : تحتل المعرفة السكانية أهمية كبيرة لدى رجال الأعمال والمستثمرين فنجاح كثير من الاستثمارات والأنشطة الاقتصادية يعتمد بدرجة كبيرة على دقة البيانات السكانية ومدى الاهتمام بها وأخذها في الاعتبار
سادساً : لايمكن تجاهل أهمية البعد الديمقرافي في كثير من مجالات الحياة والمشكلات السياسية والصراعات الدولية على وجه الخصوص . فكثير من الصراعات لها جوانب سكانية مهمة كالقضية العربية الإسرائيلية وغيرها من الصراعات الإقليمية وهذا يجعل المعرفة السكانية بعداً مهماً وجانباً أساسياً في فهم كثير من المسائل .
مصادر البيانات السكانية :
تنقسم البيانات السكانية إلى نوعين رئيسين هما :
البيانات الثابتة : ويوفر هذا النوع معلومات عن توزيع السكان وخصائصهم كالنوع والعمر في فترة زمنية محددة .
البيانات غير الثابتة : وهي عن حركة السكان مثل المواليد والوفيات والزواج والطلاق والهجرة وغيرها . ومن أهم مصادر البيانات السكانية مايلي :
- التعداد السكاني .
- المسح بالعينة
- الإحصاءات الحيوية
- سجل السكان .
أولاً : التعداد السكاني :
مفهوم التعداد السكاني :
يرجع أصل كلمة تعداد التي تعني جمع الضرائب أو التثمين . وعلى الرغم من أن التعداد السكاني يكون شاملاً لكل أفراد المجتمع في معظم الأحيان إلا أنه قد يكون جزئياً حينما يستهدف عد السكان لإقليم أو منطقة داخل دولة معينة . وبعبارة أخرى فإن التعداد السكاني يتمثل في الحصر الشامل لكل الأفراد في الدولة وجمع المعلومات المتعلقة ببعض خصائصهم الديمقرافية والاقتصادية والاجتماعية .
أهداف التعداد :
تلبية احتياجات الدولة في توفير البيانات الإحصائية الأساسية كعدد السكان وخصائصهم وتوزيعهم الجغرافي وذلك لأغراض التخطيط الشامل .
توفير البيانات اللازمة لإجراء الدراسات والبحوث السكانية والجغرافية والاقتصادية والاجتماعية المتخصصة .
إيجاد إطار لتصميم العينات والمسوحات السكانية والاجتماعية والاقتصادية .
توفير المعلومات اللازمة عن حجم الفئات السكانية .
تاريخ التعديدات السكانية :
لقد اهتم الإنسان منذ القدم بمسالة أعداد السكان فالقبيلة العربية تهتم بأعداد رجالها وتفتخر بكثرتهم وتشير المصادر التاريخية أن فكرة العد السكاني موجودة قبل ذلك بزمن طويل وبخاصة لدى المصريين القدماء والبابليين . وتدل الطريقة الموجودة في مصر على انه تم إجراء حصر للسكان في عام 2000 ق. م . اما التعداد بمفهومه الحديث فلم يظهر في القرن الثامن عشر الميلادي كما أن التعداد الأمريكي لم يكن نتيجة تخطيط مسبق وإنما جاء لحل النزاع بين الولايات الكبيرة والصغيرة في بداية تكوين جمهورية الولايات المتحدة الامريكية
فمنذ ذلك الوقت تغير مفهوم التعداد وبدأت الدول تنظر إلى التعداد لا بوصفه مجرد وسيلة لحصر السكان ومعرفة أعدادهم فقط ، وإنما بوصفه عملية يتم من خلالها جمع المعلومات عن الخصائص المهمة للسكان ، كالعمر والنوع والتعليم والحالة الاجتماعية والمهنة والدخل ومكان الإقامة وغيرها .
طرق إجراء التعداد :
طريقة العد الفعلي : تتمثل هذه الطريقة في حصر السكان حسب أماكن وجودهم في لحظة الإسناد سواء كان وجودهم فيها بصورة دائمة أو مؤقتة . وكذلك عند وجود عدد كبير من العمال الأجانب أو عندما تكون مستويات الأمية مرتفعة .
العد النظري باستخدام هذه الطريقة يتم حصر السكان حسب أماكن إقامتهم المعتادة على الرغم من صعوبة تحديدها وليس حسب أماكن وجودهم في ليلة التعداد وجدير بالذكر أن كثيراً من الدول تستخدم أكثر من طريقة ففي دولة الكويت يتم استخدام العد النظري في حصر السكان الكويتيين وإتباع طريقة العد الفعلي للسكان غير الكويتيين وتتبع البحرين طريقة مشابهة في تعداداتها الأخيرة.
طريقة العد النظري / الفعلي تعتبر هذه الطريقة مزيجاً من الطريقتين السابقتين إذا تم حصر السكان حسب أماكن إقامتهم المعتادة .
خصائص التعداد وملامحه :
يتميز التعداد مقارنة بمصادر البينات السكانية الأخرى بخصائص أو مزايا ومن هذه الخصائص :
1- الشمولية : يفترض أن يشمل تعداد السكان كل أفراد المجتمع من المواطنين والمقيمين أو الأجانب وتستخدم طرق كثيرة لقياس درجة شمولية التعداد .
2- الفردية : يقصد بذلك أن يتم عد أو حصر كل فرد على حده وتسجل خصائصه الديموغرافية والاقتصادية والاجتماعية منفصلة عن غيره من أفراد المجتمع مما يسهل تصنيف السكان إلى فئات مختلفة .
3- الدورية : يتخذ التعداد في معظم الدول صفة الدورية بمعنى أنه يجرى على فترات زمنية منتظمة وغالباً ما تكون عشر سنوات .
4- الآنية : ويقصد بها أن بيانات التعداد تجمع في وقت محدد أو فترة زمنية معينة تتمثل في ليلة التعداد أو بالتحديد لحظة الإسناد التي يتم إسناد معظم بيانات التعداد لها .
5- الإقليم المحدد : يقصد بذلك أن يجرى التعداد في منطقة جغرافية محددة تحديداً واضحاً عن طريق الحدود السياسية للدولة لأن ذلك يؤثر في نواح كثيرة كتقدير درجة شمولية التعداد ودقة بياناته . وبعض استخداماتها الجغرافية .
6- الرعاية الحكومية : يحظى التعداد بالرعاية الحكومية من الناحية القانونية والمالية والإدارية فعادة مايستند على أساس قانوني يتمثل في قرار أو مرسوم سام يحدد الحقوق والواجبات للأفراد والقائمين على التعداد .
استمارة التعداد :
وتشتمل على الموقع الجغرافي والحالة الزواجية والمستوى التعليمي والمهنة ومكان الميلاد ومكان الإقامة المعتادة . هناك أربعة امرر مهمة يجب أن تؤخذ في الاعتبار عند إعداد الاستمارة وهي :
1- احتياجات الدولة من المعلومات على المستوى الوطني والمحلي .
2- محاولة الالتزام بالتوصيات والمعايير الدولية لتحقيق درجة من المقارنات الدولية .
3- الإمكانات المتاحة للقيام بالتعداد سواء البشرية أو المادية .
4- مقدرة المستجوبين واستعدادهم لإعطاء البيانات الدقيقة .
الأخطاء في بيانات التعدادات السكانية :
1- أخطاء الشمول : تتعلق هذه الأخطاء بدرجة الشمول أو مدى تغطية التعداد لأفراد المجتمع وتشمل أخطاء الحذف وتكرار العد التي تحدث بقصد أو بدون قصد . وتختلف من دولة إلى أخرى .
2- أخطاء المحتوى : يطلق على هذا النوع أخطاء الإجابة والتسجيل وتشمل الزيادة أو النقصان في سنوات العمر أو مقدار الدخل أو عدم الإدلاء بالبيانات الصحيحة للحالة الزواجية أو النشاط الاقتصادي وغيرها .
ثانياً : المسح بالعينة : هو احد الأدوات المهمة التي تجمع من خلاله بعض البيانات السكانية ويكمن الغرض الأساسي من العينات في إمكانية تعميم النتائج على المجتمع الذي أخذت منه تلك العينات مايلي :
1- العينة العشوائية البسيطة . 2- العينة المنتظمة . 3- العينة الطبقية 4- العينة العنقودية .
من الأسباب التي تدعو الكثيرين إلى استخدام العينات بدلاً عن الحصر الشامل لمفردات الظاهرة المدروسة مايلي
سهولة تنفيذ العينات ومرونتها بالنسبة لنوع وكمية البيانات المراد جمعها .
تتسم البيانات التي تجمع عن طريق المسح بالعينة بالدقة لإمكانية تنفيذها بسهولة .
يتميز المسح بالعينة بقلة تكاليفه مقارنة بالحصر الشامل إذ يمكن إجراء المسح بالعينة في حدود الإمكانات المتاحة .
يمكن من خلال المسح بالعينة الحصول على النتائج بسرعة وفي وقت قصير مقارنة بالحال عندما يكون الحصر شاملاً .
يمكن دراسة أية ظاهرة سكانية أو اجتماعية أو اقتصادية في أي وقت بخلاف التعداد الذي يجري في الغالب كل عشر سنوات .
أغراض المسح بالعينة واستخداماته :
استخدام المسح بالعينة لتلبية الاحتياجات المستجدة من وقت إلى آخر .
يستخدم المسح بالعينة لتوفير بيانات تفصيلية عن بعض الظاهرات السكانية وذلك لغرض الدراسات والأبحاث السكانية .
يستخدم المسح بالعينة لتقويم دقة وشمولية البيانات الأخرى مثل التعداد والإحصاءات الحيوية .
أنواع المسوحات :
تصنف المسوحات السكانية إلى عدة أنواع وهي كالآتي :
1- مسوحات ذات زيارة واحدة وهي تمثل أغلب المسوحات السكانية التي يتم إجراؤها .
2- مسوحات ذات زيارات متعددة من خلالها يتم جمع البيانات .
ثالثاً : التسجيلات أو الإحصاءات الحيوية :
تعتبر الإحصاءات الحيوية احد المصادر الأساسية للبيانات السكانية التي لابد من توافرها لحساب المعدلات الديموغرافية والصحية والاجتماعية المهمة كمعدلات المواليد والوفيات .ولنظم التسجيلات الحيوية وظائف قانونية أكثر منها وظائف إحصائية فبناء عليها يتمكن صاحب العلاقة من الالتحاق بالمدارس الحكومية وغير الحكومية . كما أنها لازمة عند دفن الموتى . كما ان الحقوق المدنية والسياسية التي أقرتها الجمعية العمومية للأمم المتحدة تشتمل على أنه يتوجب تسجيل كل طفل فور ولادته .
تاريخ السجلات الحيوية :
وجدت سجلات في الكنائس في أوربا تحتوي على المواليد والوفيات وذلك في القرن السادس عشر في عام 1563م .وقد كانت هذه السجلات ولازالت مصدراً مهماً للدراسات الديموغرافية التاريخية التي أسهمت في رصد التحول الديموغرافي في أوربا .وتعتبر التسجيلات في دول الخليج العربية في بدايتها وتعاني كغيرها من جوانب نقص كبيرة مع تطورها .
أغراض التسجيلات الحيوية :
يمكن إستخدامات التسجيل المدني أو الإحصاءات الحيوية فيما يلي :
1- تسجيل الواقعات الحيوية ومن ثم ضبط الأمور .
2- توفير بيانات شهرية لإعداد المواليد والوفيات .
3- توفير البيانات اللازمة لحساب المعدلات الديموغرافية والصحية لاستخدامها في الدراسات الديموغرافية والطبية والجغرافية والاجتماعية .
خصائص أو ملامح التسجيلات الحيوية :
1- الشمولية الجغرافية ويقصد بها أن التسجيلات عادة ما تغطي رقعة جغرافية واسعة تمثل البلد كله .
2- الإجبارية : تعتبر إجبارية بحكم القانون مما يطعيها صفة خاصة مما قد ينعكس على دقتها وبخاصة انها سبيل لإصدار شهادات الميلاد أو شهادات الوفاة .
3- الاستمرارية : يقصد بها الاستمرارية في التسجيل مما يجعلها تتفوق بتجددها على بيانات التعداد .
4- الفورية في التبليغ .
5- انخفاض التكاليف في معظم الحالات لاتقوم بتسجيل الوقائع الحيوية .
الصعوبات والمشكلات التي تواجه التسجيلات الحيوية :
أولاً : تسجيلات الوفيات :
تعترى إحصاءات الولادة والوفاة بعض المشكلات التي ينبغي التنبه بها ومنها :
1- عدم الدقة في تعريف حادثة الوفاة .
2- التأخر في تسجيل بعض حالات الولادة والوفاة
3- وفيات الأطفال قبل التبليغ عن ولادتهم .
4- النقص في تسجيل حالات الوفاة .
5- عدم الدقة في توزيع وقائع الوفيات جغرافياً .
6- عدم الدقة في توزيع حالات الوفاة زمانياً .
تقويم دقة الإحصاءات الحيوية :
هناك العديد من الطرق والأساليب التي يمكن من خلالها تقويم دقة البيانات ومنها :
نسبة النوع المعتادة .
فحص أنماط المعدلات
استخدام بيانات التعداد .
استخدام المسح بالعينة لمعرفة درجة شمولية التسجيلات الحيوية ودقة بياناتها .
رابعاً : سجل السكان :
يعتمد هذا النظام على بطاقة تشتمل على بيانات كل فرد وكل أسرة منذ ميلاد الفرد حتى وفاته أو هجرته إلى الخارج ويمكن إيجاز المزايا الرئيسة لهذا النظام فيما يلي :
1- بالإيمان الحصول على بيانات حديثة عن السكان بمختلف خصائصهم .
2- من خلال سجل السكان الديناميكي المتجدد يمكن رصد التغيرات التي تحدث في المجتمع في أي وقت
3- توفر سجلات السكان إطاراً حديثاً ومكتملاً للمسوحات المتخصصة في أي وقت .
أين نحصل على الإحصاءات أو المعلومات السكانية ؟
هناك العديد من الكتب أو المصادر والمطبوعات والوثائق التي يمكن أن نحصل من خلالها على المعلومات السكانية ومنها :
1- الكتاب الديموغرافي السنوي . يصدر هذا الكتاب عن الأمم المتحدة سنوياً باللغتين الإنجليزية والفرنسية . ويعد من أهم مصادر البيانات السكانية .
2- تقرير عن التنمية في العالم يصدر هذا التقرير عن البنك الدولي باللغة الإنجليزية ويحتوي على ملحق بالمعلومات السكانية والاقتصادية لجميع دول العالم .
3- كشوف البيانات والنشرات التي تصدرها اللجنة الاقتصادية لغربي آسيا .
4- النشرات الإحصائية التي يصدرها مكتب مرجع السكان .
5- الكتاب الإحصائي السنوي الذي تصدره معظم دول العالم سنوياً .
تاريخ نمو السكان في العالم :
شهد العالم تزايداً سكانياً وتغيرات ديموغرافية خلال القرن العشرين لم يشهد لها التاريخ مثيلاً ولقد تزايدت أعداد الإنسان عبر التاريخ الطويل منذ ظهور آدم عليه السلام . من الممكن مناقشة تطور اعداد السكان في العالم من خلال التقديرات التي قام بها العلماء والباحثين في ذلك . وهناك ثلاثة فترات رئيسية وهي :
أولاً : التغير السكاني فيما قبل 1650م :
تكاثر الإنسان ببطء شديد في بداية ظهوره على سطح الأرض فقد اعتمد على الجمع والالتقاط من خلال الترحال والتنقل لذلك فإنه من الصعوبة بمكان أن نتوصل إلى تقدير لحجم السكان في العصور التاريخية المبكرة لذلك فإنه من الصعوبة بمكان أن نتوصل إلى تقدير لحجم السكان في العصور التاريخية المبكرة ومن بداية فترة الرومان إلى قبيل الثورة الصناعية ازداد معدل النمو قليلاً عما كان عليه .
ثانياً : الوضع السكاني خلال الفترة (1650-1930م) :
ومنذ بداية الثورة الصناعية ارتفع معدل نمو السكان ارتفاعاً سريعاً , نتيجة للتحسن في مستوى المعيشة الذي صاحب الثورة الصناعية في بداية القرن الثامن عشر إلى ارتفاع نسبة سكن أوربا أما البلدان التي لم تبدأ بها الثورة الصناعية والتي تمث البلدان النامية في الوقت الحاضر . فإن سكانها كانوا ينمون ببطء بسبب ارتفاع معدل الوفيات . ويمكن إيجاز أسباب انخفاض الوفيات للأتي :
1- تحسن مستوى المعيشة .
2-توفر الغذاء نتيجة تطور المواصلات الذي أسهم في جلب الغذاء من المناطق الغنية والمنتجة وتوزيعه في المناطق التي تحتاج الغذاء .
من العوامل المتشابكة التي أدت إلى انخفاض الخصوبة :
1- التحول من الزراعة إلى الصناعة إبان الثورة الصناعية أسهم في تقليل القيمة الاقتصادية .
2- فقدان الأسرة لدورها بوصفها وحدة الإنتاج .
3- لقد أسهم انخفاض معدل وفيات الرضع في طمأنة الوالدين .
4- التوسع في تعليم المرأة ومشاركتها في قوة العمل .
5- التحول في التطلعات من تلبية الحاجات الضرورية .
ثالثاً : الفترة من 1930 إلى الوقت الحاضر :
وشهد العالم خلال هذه الفترة أكبر زيادة سكانية في تاريخ البشرية ولقد جاءت من الدول النامية التي شهدت انخفاضاً في معدلات الوفيات فيما بين الحرب العالمية الثانية .ويلاحظ أن النمو السكاني خلال الفترات الزمنية الماضية تأثر بالعديد من الضوابط التي أدت إلى تذبذبه من فترة زمنية ويمكن إيجاز هذه الضوابط فيما يلي :
أولاً : الضوابط التي تسهم في خفض أعداد السكان في بعض الفترات الزمنية أو خفض معدلات النمو .
ثانياً : العوال التي أدت إلى ارتفاع معدلات النمو السكاني على مستوى العالم أو أجزاء منه .
النمو السكاني في المملكة العربية السعودية :
لاشك أن السكان هم الهدف الرئيسي للتنمية وتعاني تقديرات حجم السكان في المملكة خلال الفترات السابقة من تناقص كبير من مصدر إلى آخر وقد شهد عدد السكان في المملكة كمعظم الدول النامية ازدياداً كبيراً خلال النصف الأخير من القرن الميلادي المنصرم . فقد ازداد عدد السكان من ثلاثة ملايين نسمة تقريباً حسب حصر السكان عام 1382هـ إلى سبعة ملايين تقريباً ثم إلى حوالي 17 مليون نسمة حسب تعداد 1413هـ واستمر النمو ليصل عدد السكان إلى حوالي 21 مليون نسمة عام 1421هـ .
توزيع السكان والعوامل المؤثرة فيه :
يصل عدد سكان الأرض إلى أكثر من 6 بلايين نسمة في عام 2002م ويقدر بحوالي 9 بلايين في عام 2050 ويأتي هذا الاهتمام بتوزيع السكان لما له من أهمية كبيرة في وضع الخطط والبرامج .
توزيع السكان على سطح الكرة الأرضية :
هناك ثلاث مناطق رئيسة لتركز السكان في العالم في نصف الكرة الارضية الشمالي وهي :
- جنوب شرق آسيا . – شمال غرب أوربا - شرق الولايات المتحدة .
1-قارة آسيا :
وتشمل أكبر دولتين في العالم من حيث عدد السكان هما الصين والهند وتعد من المناطق الشاسعة ذات التبعثر السكاني الواضح ولكنها تتفوق على القارات الأخرى من حيث ارتفاع الكثافة السكانية .
2- قارة أفريقيا :
يسكن قارة أفريقيا أكثر من 800 مليون نسمة ويتركز معظم سكان القارة في رابع دول هي :
نيجيريا ومصر والجزائر وجنوب أفريقيا . وإلى جانب مناطق الكقافة المرتفعة نسبياً تسود الصحاري والغابات ذات الكثافة المنخفضة ولذلك تعد قارة أفريقيا من أسرع القارات نمواً سكانياً ولكنها في الوقت نفسه من أكثر القارات فقراً وانخفاضاً في مستويات المعيشة .
3- قارة أوربا :
يمثل سكان أوربا البالغ عددهم 728 مليون نسمة نحو 12% من إجمالي سكان العالم . يتميز توزيع السكان في قارة أوربا بالانتظام النسبي بحيث يأخذ نمطاً متدرجاً من المناطق ذات الكثافة المرتفعة في الشمال الغربي إلى المناطق الأقل كثافة في اتجاه الجنوب والشرق .
4-أمريكا الشمالية :
يقع جزء كبير من هذه القارة ضمن نطاق المناخ المعتدل ولاشك ان الكثافة السكانية تتباين من جزء إلى أخر ويمثل سكان أمريكا الشمالية 5% تقريباً من سكان الكرة الأرضية . أما كندا فيصل عدد سكانها 30 مليون عام 2000م .
5- أمريكا اللاتينية :
يمثل سكان أمريكا اللاتينية 9% من سكان الأرض ففي الشرق يتركز السكان حول نويات تمثلها المدن الكبرى وعواصم الدول مثل ريودي جانيرو وبونيس ايرس وغيرهما .
6- استراليا وماجاورها من جزر ( الاقيانوسية ) :
لاتصل نسبة السكان الاقيانوسية إلى 1% من سكان الكرة الأرضية ويعود السبب في ذلك إلى تاريخ الاستيطان الحديث نسبياً . علاوة على سياسة الهجرة التي تحد من هجرة الأجناس الأخرى . فالكثافة في استراليا لاتتجاوز ثلاثة أشخاص في الكيل المربع في عام 2000 م .
توزيع السكان في الوطن العربي :
تتباين الكثافة السكانية في الوطن العربي من منطقة إلى أخرى ترتفع الكثافة إلى أقصاها في البحرين ولبنان وقطاع غزة وتنخفض في ليبيا وموريتانيا ، ترتبط الكثافة السكانية المرتفعة نسبياً في جنوب غرب شبة الجزيرة العربية كما يسهم وجود الثروات المعدنية ومصادر الطاقة في ارتفاع كثافة السكان وخاصة في بلاد الخليج العربي .
العوامل المؤثرة في توزيع السكان في العالم :
لاشك أن توزيع السكان يتأثر بمجموعة كبيرة من العوامل المختلفة ويمكن إبراز العوامل المفسرة لتوزيع السكان على سطح الكرة الأرضية بشكل عام فيما يلي :
1- الموقع الجغرافي ( القاري أو البحري ) :
لاشك أن الموقع الجغرافي للمكان أو المنطقة أو الدولة يؤثر على الكثافة السكانية لذا يمكن من خلال فحص خارطة تفصيلية عن توزيع السكان في العالم التوصل إلى ملاحظة أن معظم سكان الارض يعيشون في مناطق لاتبتعد كثيراً عن سواحل البحار .
2- مظاهر السطح ( التضاريس ):
يلاحظ أن تباين التضاريس على سطح الكرة الأرضية من حيث الارتفاع والانخفاض أو من حيث اختلاف أنواعها من مرتفعات وجبال وسهول وأنهار ترتبط أرتباطاً قوياً بالتباين في توزيع السكان .وبناء عليه فإن الجبال تعتبر من مناطق الكثافة المنخفضة جداً وذلك لوعورتها وصعوبة التنقل فيها .
3- المناخ :
يعد المناخ من اكثر العوامل تاثيراً في توزيع السكان سواء بشكل مباشر من خلال عناصر المناخ والتساقط ويمكن تصنيف المناخ إلى قسمين :
أ- المناخ البارد : لايوجد في المناطق المتجمدة في الأجزاء الشمالية والجنوبية من الكرة الارضية في هذه المناطق فالإنسان يصبح أكثر عرضة لأمراض الجهاز التنفسي كما أن هذه المناطق تتميز بفصل نمو نباتي قصير لايتيح المجال لزراعة محاصيل متعددة .
ب- المناخ الحار الجاف : على الرغم من أن الصحاري تغطي خمس مساحة اليابسة إلا أن سكانها لايمثلون إلا نسبة صغيرة جداً من سكان الكرة الأرضية .عدم توفر المياه أو ندرتها تحول دون ممارسة الزراعة التي يمكن أن يكون نموها سريعاً .
ج- المناخ الحار الرطب : لاتعتبر المناطق الحارة المطيرة المكان الأمثل لسكنى الإنسان مع بعض الإستثناءات مثل مناطق جنوب شرق آسيا وبعض مناطق تركز السكان في أمريكا اللاتينية . ومن الجوانب السلبية لهذا النوع من المناخ سرعة تكاثر الحشرات والنباتات الضارة .
د- المناخ المعتدل والمعتدل البارد : تعد المناطق ذات المناخ المعتدل من أكثر عناصر الحياة وخاصة المياه وعدم تطرف درجات الحرارة وان معظم السكان يعيشون بين درجتي عرض 20 و 60 شمالاً حيث تقع هذا النطاق الأقاليم الأقاليم المعتدلة والموسمي التي تعتبر أكثر المناطق ملاءمة لسكنى الإنسان .
4- التربة :
على الرغم من أن التربة تعد المصنع الطبيعي لغذاء الإنسان إلا انه ليس من السهل الربط بين توزيع السكان وأنواع التربة وتركز السكان في بعض المناطق خاصة عندما تكون الزراعة هي النشاط الاقتصادي السائد فالتربة الطموية في دلتاوات الأنهار في مناطق شرق آسيا وفي دلتا النيل وكذلك التربة البركانية في جاوة لها دور كبير في ارتفاع الكثافة السكانية .
5- الثروات المعدنية ومصادر الطاقة :
لاشك أن الثروات الطبيعية تلعب دوراً كبيراً في جذب السكان بل وإعادة توزيع السكان عند أكتشافها واستغلالها في مناطق معينة . وتزايد الحاجة إلى المعادن ومصادر الطاقة كالفحم والحديد .أدى ذلك إلى تركز السكان بجوار أماكن توافر هذه المواد .
6- النشاط الاقتصادي السائد :
يلعب النشاط الاقتصادي دوراً هاماً في نمط توزيع السكان . تسهم الصناعة في وجود كثافة سكانية مرتفعة مقارنة بالأنشطة الزراعية بشكل عام وينبغي الإشارة إلى أن النشاط الاقتصادي السائد يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالعوامل المذكورة أنفاً ويؤثر بالاشتراك معها في توزيع السكان وبناء على ماسبق يتضح تأثير الصناعة وتركزها في المدن .
7- النقل :
لقد أسهمت طرق النقل وخطوط السكك الحديدية بدورها في نشأة بعض المراكز العمرانية وازدياد الكثافة السكانية في بعض الأماكن .كما أسهم النقل البحري في نشأة الموانئ وتركز السكان في المناطق المجاورة لها . لذلك يلاحظ انتعاش ونمو بعض المراكز العمرانية التي تقع على خطوط النقل وانكماش تلك التي تقع بعيداً عن الطرق وخطوط النقل .
8- التنمية الاقتصادية واتجاهاتها :
يرتبط هذا العامل أرتباطاً وثيقاً بالعوامل الثلاثة السابقة ( المعادن ومصادر الطاقة والنشاط الاقتصادي والنقل ) إذ تلعب استراتيجيات التنمية وأهدافها دوراً كبيراً في توزيع السكان ونمو أعدادهم دوراً كبيراً في توزيع السكان ونمو أعدادهم .فالهجرة آلية مهمة من خلالها يتم إعادة توزيع السكان وذلك بتأثير الحوافز والدوافع المتمثلة في توفر فرص العمل والخدمات الأساسية .
9- العوامل التاريخية والحروب :
بما تفسر العوامل التاريخية انماط توزيع السكان في بعض المناطق فعلى سبيل المثال لا أحد ينكر البصمات التي تركها الاستعمار على توزيع السكان في قارة أفريقيا كما ان هناك تغير كثير من الحدود في أوربا بعد الحرب العالمية الثانية أحدث تحركات سكانية كبيرة وأخيراً أدى تفكك الاتحاد السوفيتي السابق وما اعقبه من حروب في البوسنة والهرسك وكوسوفا إلى تهجير إجباري وتحركات سكانية كبيرة . أسهمت في تغيير الخارطة السكانية لتلك المناطق .
10- الزيادة الطبيعية والسياسات السكانية :
تؤثر العوامل الديموغرافية المتثملة في المواليد والوفيات أو الزيادة الطبيعية على نمو السكان ومن ثم زيادة تركز السكان أو انخفاض الكثافة وتبعثر إعداد السكان فالتباين في معدلات المواليد بين المناطق الجغرافية يؤدي خلال فترة من الزمن إلى تغير في توزيع السكان نتيجة تزايد أعداد السكان أو تناقصهم في تلك المناطق . كذلك فإن التقدم التقني الهائل الذي حققه الإنسان خلال القرن العشرين مكن الإنسان وخاصة في الأقاليم المتقدمة من العيش في أي مكان بصرف النظر عن الظروف القاسية . وتبقى رغبات الإنسان وميوله مهمة ايضاً .
الأساليب المستخدمة في دراسة توزيع السكان :
أولاً : مقاييس الكثافة السكانية :
لقد ظهر مقياس الكثافة السكانية لأول مرة في الخرائط المعدة لتخطيط خطوط الحديد الإيرلندية في عام 1837 هـ وتقاس الكثافة باستخدام العديد من الطرق أو الأساليب فهناك الكثافة الحسابية أو العامة .
1- الكثافة الحسابية أو الخام :
تعتبر الكثافة الحسابية أكثر مقايس الكثافة شيوعاً واستخداماً وأسهلها حساباً لذلك يطلق عليها الكثافة السكانية لشيوع استخدامها وتداولها بين الناس مقارنة بالمقاييس الأخرى للكثافة وتعتمد على افتراض أن السكان يتوزعون بالتساوي على مساحة الدولة أو المنطقة . تحسب الكثافة السكانية لإجمالي مساحة جمهورية مصر العربية على الرغم من أن مساحة المنطقة القابلة للسكنى لاتتجاوز 6% .
2- الكثافة الفيزيولوجية :
قد ينظر إلى الكثافة الفيزيولوجية لأنها أكثر مدلولاً من الكثافة الخام أو الحسابية وذلك لانها تستبعد الصحاري والأراضي البور ولكنها ليست شائعة الاستخدام لصعوبة الحصول على البيانات المطلوبة لحسابها وتمثل الكثافة نسبة السكان إلى مساحة الأرض التي تم استثمارها اقتصادياً في الزراعة مع استبعاد الارض غير المنتجة .تعطي الكثافة الفيزيولوجية فكرة عن العلاقة بين عدد السكان والموارد الزراعية المتوافرة في المنطقة أو الإقليم
3-الكثافة الزراعية :
الكثافة الزراعية هي عبارة عن نسبة السكان الزراعيين إلى مساحة الأراضي المزروعة وتستخدم لقياس العلاقة بين الأيدي العاملة في الزراعة والأراضي الزراعية . ففي الدول المتقدمة تكون الكثافة الزراعية منخفضة لأنه بإمكان عدد قليل من المزارعين زراعة أراضي شاسعة لتوفير الغذاء لأعداد كبيرة من السكان . مما يتيح لكثير من الناس العمل في المصانع والمكاتب والدكاكين .
4- الكثافة الاقتصادية :
يمكن قياس أنواع أخرى من الكثافات السكانية ومن هذه الأنواع مايمكن أن يطلق عليه
" الكثافة الاقتصادية " لم يتفق المتخصصون على تعريف مناسب لهذا النوع من مقاييس الكثافة السكانية لذلك فإن الكثافة الاقتصادية تكمل هذا النقص خاصة بعدما أصبح إيجاد حجم المساحات المستغلة سهلاً وميسراً من خلال استخدام المرئيات الفضائية .
5- درجة التزاحم :
درجة التزاحم هي عبارة عن نسبة عدد السكان في منطقة جغرافية معينة أو وحدة مكانية عدد الغرف السكنية في تلك المنطقة أو الوحدة أي نصيب الغرفة من الافراد وعادة مايكون عدد الغرف مختصراً على الغرف الصالحة للمعيشة فقط مثل غرف النوم .
ثانياً :مؤشر التركز :
لقد وضع هوفر هذا المؤشر لفحص توزيع السكان في الولايات المتحدة الأمريكية لذلك يطلق عليه أحياناً مؤشر هوفر ويعبر عن هذه النسبة بمتوسط الفروق المطلقة بين العدد النسبي للسكان والعدد النسبي للمساحة وذلك لمختلف المناطق بالدولة أو الوحدات المكتبية أو الأحياء بالمدينة . يستخدم هذا المؤشر في تطبيقات عديدة ومتنوعة ويطلق عليه أسماء كثيرة تبعاً لطبيعة التطبيق ومن هذه التطبيقات :
1- يعتبر هذا المؤشر من الطرق المعتادة لقياس الارتباط المكاني . بالاعتماد على منحنى لونز أو يحسب مباشرة من البيانات كما سبق إيضاحه .
2- في بعض المجالات مثل مجال بيانات العمل على سبيل المثال يأخذ هذا المؤشر مدلولات أخرى .
3- يأخذ المؤشر مدلولاً مختلفاً عند تطبيقه في مجال التوظيف .
4- في مجال استخدامات الأرض أو المجالات الزراعية يعطي المؤشر مدلولاً يطلق عليه معامل التركز المكاني .
5- يطبق في مجال دراسات السكن على وجه الخصوص .
ثالثاً : منحنى لورنز:
يعد من الطرق أو الأساليب البيانية المستخدمة لقياس عدم التساوي في توزيع ظاهرات كثيرة ومتنوعة مثل الدخل والخدمات الصحية والتعليمية . ويقوم منحنى لورنز على المقارنة بين التوزيع الفعلي للظاهرة المدروسة من جهة والتوزيع المثالي من جهة أخرى . وعلاوة على بساطة فهم منحنى لورنز وسهولة إنشائه فإنه يعطي مدلولات مختلفة للتوزيع حسب الأشكال ومنها :
1- إذا كان توزيع الظاهرتين المدروستين متماثلاً فإن المنحنى يأتي خطاً مستقمياً يمثل القطر للمربع وفي هذه الحالة يكون توزيع السكان منتظماً جداً ,
2- الفرق بين التوزيع المنتظم والتوزيع الفعلي للظاهرة هو الفرق بين القطر والمنحنى .
3- الحالة المتطرفة تحدث عندما يتبع المنحنى المحور الأفقي ثم يتبع أو يقترب في المحور العمودي .
طريقة إنشاء منحنى لورنز :
يمكن حساب القيم المطلوبة ومن ثم إنشاء منحنى لورنز باتباع الخطوات التالية :
1- نقوم بحساب الكثافة الحسابية لكل وحدة مكانية أو منطقة جغرافية .
2- يتم ترتيب هذه الوحدات المكانية أو المناطق المدروسة تبعاً لقيم الكثافة .
3- نقوم بحساب نسب المساحة ونسب السكان في كل وحدة مكانية أو منطقة جغرافية .
4-نقوم بحساب التكرار المتجمع الصاعد لكل من نسب المساحة ونسب السكان .
5- بناء على النسب التراكمية المحسوبة في الخطوة السابقة نقوم يرسم المنحنى.
توزيع السكان في المملكة العربية السعودية :
يتركز نصف سكان المملكة في منطقتين هما الرياض – ومكة المكرمة . بل أن ثلثي سكان المملكة تقريباً يقطنون في ثلاث مناطق إدارية هي الرياض ومكة المكرمة والشرقية . وعلى الرغم من التغير في نسب السكان في معظم المناطق الإدارية إلا ان ترتيب المناطق النسبي لم يحدث عليه تغيير كبير خلال الفترة (1394 -1421هـ) .الكثافة السكانية في المملكة العربية السعودية :
لقد ازدادت الكثافة السكانية في المملكة العربية السعودية خلال العقود الثلاثة الماضية من 1.70 نسمة في الكيل المربع في عام 1382هـ إلى ثلاثة أشخاص تقريباً عام 1394هـ وإلى تسعة أشخاص في الكيل المربع في عام 1421هـ وعلى الرغم من أن هذه الزيادات المستمرة إلا أن الكثافة السكانية في المملكة تعد منخفضة جداً إذا ماقورنت ببعض الدول الأخرى .
تركيب السكان العمري والنوعي :
لا نبالغ إذا قلنا أن تركيب السكان هو المفتاح لفهم كثير من المشكلات الاجتماعية والاقتصادية التي تواجه المجتمع وفي الحقيقة هناك أنواع كثيرة لتركيب السكان من أهمها التركيب العمري والنوعي وبعض الخصائص الأخرى مثل العرق والدين والحالة الزواجية والجنسية والتعليم والمهنة والحالة العملية . وبناء عليه فإن التركيب العمري هو عبارة عن عدد السكان أونسبهم في الأعمار أو الفئات العمرية المختلفة ويقصد بالتركيب النوعي من جهة أخرى تصنيف السكان إلى ذكور وإناث ويعتبر التركيب العمري والنوعي من اهم أنواع التركي السكاني في الدراسات الديموغرافية بشكل عام .أهم أنواع التركيب السكاني مايلي :
1- لاشك أن الشباب هم عدة المستقبل وهذا الأمر اصدق مايكون بالنسبة لوضع السكان ومستقبل النمو السكاني . فالمجتمع الذي يتكون من عدد كبير من الشباب سينمو بمعدلات أسرع بصرف النظر عن مستوى الخصوبة .
2- يتأثر التركيب العمري بالعمليات الديموغرافية الثلاثة ( الخصوبة والوفيات والهجرة ) .لذا يؤخذ التركيب العمري في الاعتبار عند مقارنة الدول فيما يتعلق بمعدلات الخصوبة او الوفيات أو الهجرة .
3- تعتبر المعلومات عن التركيب العمري مهمة جداً في التخطيط للقوى العاملة وكذلك بالنسبة للتخطيط التربوي .
4- توجد علاقة بين التركيب العمري والسياسات العامة وبخاصة الإنفاق العام على بعض الخدمات الخاصة ببعض الفئات العمرية كالأطفال أو كبار السن على سبيل المثال .
5- تسهم معرفة خصائص التركيب السكاني في فهم البناء الاجتماعي وما يحدث فيه من تغيرات وتطورات كما تستخدم كثير من الخصائص والسمات السكانية كالتركيب العمري والنوعي .
6- بناء على بيانات التركيب العمري يمكن تصنيف المجتمعات إلى فتية أو ناضحة أو هرمة والمقارنة بينها بعبارة اخرى من خلال قياس التركيب السكاني وتحديد خصائصه وأنماطه يمكن مقارنة البلدان أو المناطق الجغرافية أو المدن فيما يتعلق بالخصائص الديموغرافية وغير الديموغرافية .
7- من خلال النظر إلى طبيعة التركيب العمري يمكن أن يستدل على النمط السائد للحالة الصحية في المجتمع
مصادر بيانات العمر والنوع :
أ- تصغير الأعمار أو تكبيرها لأسباب ذاتية او اعتقادات وهمية من قبل بعض الناس .
ب- ميل كثير من الناس إلى التقريب لأرقام تنتهي بالصفر أو الخمسة .
ج- عدم ذكر الأطفال الرضع وبخاصة الإناث مما ينتج عنه انخفاض ملحوظ في نسبة السكان.
أولاً : التركيب العمري :
في ضوء ماسبق يحظى التركيب العمري بأهمية كبيرة سواء بالنسبة لمتخذي القرارات وصناع الاستراتيجيات والسياسات الاقتصادية والاجتماعية .
المؤشرات والمقاييس للتركيب العمري :
1- نسب السكان في الفئات العمرية الكبرى : تلجأ بعض دراسات التركيب العمري وبخاصة الدراسات الاقتصادية أو المهتمة بشيخوخة السكان إلى تصنيف السكان إلى ثلاث فئات عمرية كبرى ومن ثم حساب النسب على النحو التالي :
أ- نسبة صغار السن ( اقل من 15 سنة ) أكثر من 40% في كثير من الدول بينما لاتتجاوز 20-25% في كثير من الدول المتقدمة .
ب- نسبة البالغين ( متوسطي السن ) وتشمل هذه الفئة أفراد قوة العمل في أي مجتمع وتتأثر هذه الفئة بالهجرة بدرجة اكبر من الفئات الأخرى وذلك لان السكان في هذه الفئة هم أكثر ميلاً للهجرة من غيرهم .
ج- نسبة كبار السن أو المسنين (65 فأكثر ) وتشمل هذه الفئة كثيراً من المتقاعدين والإناث والأرامل .
السمات العمرية العامة للسكان في المملكة العربية السعودية :
يتميز المجتمع العربي السعودي بفتوته بوصفه أحد المجتمعات النامية فنسبه صغار السن تصل إلى نحو 42% من إجمالي السكان حسب بيانات تعداد 1413هـ وهذه النسب تعد مرتفعة إذا ماقورنت بمثيلاتها في بعض الدول النامية إذ تقدر نسبة صغار السن عام 1992م نحو 33% ونسبة كبار السن تصل أعمارهم إلى 65 سنة أو أكثر إلى 1.6 % من إجمالي السكان في المملكة ولكنها تصل إلى 6% في العالم بشكل عام .
2- نسب الإعالة :
تعد نسب الإعالة من المؤشرات التي لها مدلولات اقتصادية واجتماعية مهمة وتتناسب نسبة الإعالة عكسياً مع نسبة قوة العمل إلى إجمالي السكان في الدولة . وبالأعتماد على تصنيف السكان إلى ثلاث مجموعات عمرية كبرى يمكن حساب نسب الإعالة سواء كانت للصغار أو الكبار أو الإعالة الكلية .
3- الهرم السكاني :
يحتل الهرم السكاني أهمية كبيرة لدى الديموغرافيين لانه يمكن ان يعطي فكرة عن الماضي الذي قد يمتد إلى مائة عام وصورة للحاضر . وهو عبارة عن شكل بياني يوضح الحجم العددي المطلق للسكان في الفئات العمرية أو نسبهم حسب العمر والنوع . وهناك نوعان من الأهرام السكانية هما :
1- الهرم العددي : يعتمد إنشاء هذا النوع على عدد السكان في الفئات العمرية مباشرة دون تحويلها إلى نسبة مئوية .
2- الهرم النسبي : يبنى هذا النوع من الأهرام على نسب السكان في الفئات العمرية المختلفة وتجدر الإشارة إلى جميع السكان في الفئات العمرية منسوبة إلى إجمالي السكان .
يمكن تصنيف الأهرام السكانية إلى ثلاثة أنواع :
1- الموسع : يسمى أحياناً عريض القاعدة ويتميز بنسب كبيرة من السكان في الاعمار الصغرى وفي المقابل نسب صغرى من كبار السن نتيجة ارتفاع مستوى الخصوبة .
2- المتقلص : يتميز بنسب اقل من السكان في الاعمار الصغرى .
3- الثابت : يتميز هذا النوع بنسب متقاربة من السكان في الفئات العمرية المختلفة .مع تناقص تدريجي نحو قمة الهرم . ويكون النمو السكاني منخفضاً في المجتمع الذي يكون تركيبه العمري مشابهاً لهذا النوع ويمكن اعتبار الهرم السكاني لدولة السويد نموذجاً قريباً لهذا النوع .
تصنف الأهرام إلى أربعة أنواع :
1- الهرم المثلث : يشبه شكل المثلث ويمثل البلدان التي ترتفع بها كل من معدلات المواليد والوفيات .
2- الهرم السكاني مقعر الجوانب : هو ضيق القمة وعريض القاعدة مع تقعر ملحوظ في أضلاعه الجانبية .
3- الهرم السكاني المشبه بخلية النحل : ويمثل التركيب العمري في بعض البلدان التي تشهد انخفاضاً في كل من معدلات الخصوبة .
4- الهرم السكاني المتقلص القاعدة : يمثل هذا النوع نمط التركيب العمري في البلدان التي تشهد انخفاضاً سريعاً في معدلات الخصوبة مما يسبب تقلصاً في قاعدة الهرم السكني .
4- العمر الوسيط : وهو احد المؤشرات الإحصائية المعروفة بمقاييس النزعة المركزية في علم الإحصاء ويستخدم في دراسة التركيب العمري من اجل التعرف على طبيعته وأنماطه وسماته .
5- متوسط العمر :
يعد الوسط الحسابي أكثر مقاييس النزعة المركزية شيوعاً واستخداماً لسهولة حسابه وإمكانية التعامل معه جبرياً بالإضافة إلى أن جميع القراءات أو القيم المدروسة تؤخذ في الاعتبار عند حسابه .
6- مؤشر التعمر :
من المؤشرات المستخدمة في دراسة التركيب العمري مايسمى بمؤشر التعمر وهو عبارة عن التناسب بين كبار السن من جهة وصغار السن من جهة أخرى .
العوامل المؤثر في فتوة أو شيخوخة السكان :
يتاثر التركيب العمري بالعديد من العوامل التي تجعل المجتمع فتياً يمثل الشباب نسبة كبيرة من افراده من جهة أو تؤدي إلى شيخوخته وهرمه بحيث يمثل كبار السن نسبة مرتفعة نسبياً .العوامل المؤثرة في فتوة المجتمعات البشرية فيما يلي :
انخفاض الخصوبة .
انخفاض مستوى الوفيات يحدث في الغالب في الأعمار الصغرى ولكنه ضئيلاً .
الكوارث والمجاعات والحروب .
تعتبر الهجرة من العوامل المؤثرة في شيخوخة المجتمعات .
علاقة التركيب العمري بالخصوبة والوفيات والهجرة : يمكن صياغة العلاقة بين التركيب العمري والعمليات الديموغرافية وذلك على النحو التالي :
1- العلاقة بين التركيب العمري ومعدلات الخصوبة :
يؤثر التركيب العمري على الخصوبة ويتأثر بها فالخصوبة هي العامل الرئيس المؤثر في التركيب العمري وبخاصة في تعمر المجتمعات وفتونها كما ان التركيب العمري يؤثر في الخصوبة من خلال ما يسمى بقوة الدفع .
2- العلاقة بين التركيب العمري والهجرة :
العمر هو عامل مهم من عوامل الهجرة بل هو من أبرز السمات التي تبنى عليها أنتقائيه الهجرة كما ان الهجرة نفسها تحدث تأثيراً ملحوظاً على التركيب العمري .
تابع تكملة الموضوع بالاسفل 1-2